الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

أين تكمن السعادة ؟

العلاقات الإنسانية
"إن ما يغيظ  حقا في جيلنا هذا هو أنه لا يفرق  بين نجاحه المادي ونجاحه الإنساني .. أن المدرسة ومكان العمل بعد ذلك ، بالإضافة إلى أجــهزة الإعــلام ‘ كلها تقول له أن السعادة تحققها (( الأشياء )) الملموسة التي يحصل عليها أو يمتلكها .. فيصيبه القلق والإرهاق ، لأنه لا يستطيع أن يحصل على كل هذه الأشياء .. لأنها هي نفسها لا حدود لها .. فكلما حصل على قدر منها إكتشف أن هناك من يملك أكثر .. ثم لأنه كلما زاد عدد الأشياء التي يمتلكها زاد قلقه عليها واجتهاده في أن يحافظ  عليها .. وتوهمه أنه معرض للضياع حتما إذا بدأ يفقد شيئا منها .
.
في المجتمعات الرأسمالية الإستهلاكية ، إنصرف الإنسان إلى جمع كل تلك (( الأشياء )) التي تحيط به ، وانشغل بها تماما عن الآخرين .. عن بقية الناس .. لم تعد توجد رابطة بين الآدميين في المدينة أو القرية الواحدة .. بل الحي الواحد .. وأحيانا المسكن الواحد ..
.
نحن في مدارسنا ومعاهدنا  نملأ  رؤوس أطفالنا بكل شيئ في العلوم والحساب والجغرافيا والتاريخ .. وننسى أن نضيف شيئا في العلاقات الإنسانية .. وفي أن يوجهوا معلوماتهم التي حصلوا عليها في المدرسة والمعهد في خدمة الآخرين بعد ذلك .. لرفع مستواهم وحل مشاكلهم .. وقبل أن يوجهوها إلى أي كسب شخصي ومنفعة ذاتية .
.
لذلك كله ، نجد أنفسنا اليوم في عالم أحدث التقدم في كل المجالات بإستثناء مجال واحد .. وهو سعادة الإنسان .
                                                                             فرانسوا كلوزيت
***